التاريخ : 2017-11-13
أمام الأولمبية .. الداعمون عبء على الاتحادات
صالح الراشد
منذ عصر الانفتاح على رجال المالي والاعمال لادارة الاتحادات الرياضية, لا زالت اللجنة الاولمبية تبحث عن من يحقق أهدافها التي تتركز حول تسويق هذه الاتحادات وزيادة مداخيلها المالية حتى تنهض هذه الاتحادات بصورة قوية, لكن للاسف ومنذ بداية القرن الجديد وتنفيذ قرار الاستعانة برجال الاعمال بدلا من أهل الالعاب لا زالت اللجنة الاولمبية تقع في نفس الخطئية والاخطاء حيث تختار رجال أعمال يتحولون بسرعة البرق الى عائق أمام نشاطات هذه الاتحاد, حيث يستاثرون بأكبر قدر من أموال الاتحادات, لانفاقها على سفرياتهم غير المجدية والتي لا يعلمون هم أنفسهم الغاية منها, وظهر جليا أنهم يسافرون حتى تكتب الصحافة المحسوبة على كل منهم بانهم يقومون بجولات مكوكية لارتقاء بالرياضة التي يديرونها, لكن في نهاية الامر نجد ان المحصلة تكون صفرا.
ما يحصل يعني أمرين لا ثالث لهما الاول , ان من قام باختيار هؤلاء الاشخاص لم يعمل لمصلحة الرياضة بل لغايات خاصة, والثانية ان قبضة اللجنة الاولمبية ورقابتها على الاتحادات لا زالت هشة وضعيفة, فمن اختار بعض هؤلاء لم يدر في خلده او ربما يعلم أن هؤلاء الاشخاص لا يستحقون ان يكونوا في موقع قيادة الالعاب الرياضية حتى لو امتلكو المال, لأن المهم في هؤلاء الاشخاص ان يتوفر فيهم ثلاثة شروط, وهي, الانفاق الذاتي على الاتحاد أو القدرة على ايجاد ممولين لهذه الاتحاد أو القدرة على ادارة المال العام الذي يتأتى للاتحادات من خلال اللجنة الاولمبية بطريقة سليمة تنعكس ايجابا على الالعاب الرياضية التي يتولون ادارتها, كون غالبية الداعمين أصبحوا رؤوساء لهذه الاتحادات.
وندرك ان الجواب عند اللجنة الاولمبية جاهز ومقنع للجنة , لكنه غير مقنع لأهل الرياضة , وهو ان هؤلاء جائوا من خلال توصية الهيئات العامة وليس اللجنة الاولمبية, وهذا تهرب من المسئولية من قبل القائمين على اللجنة, فالأصل أن يكون للجنة رأي في جميع هؤلاء لتكون في موضع المسائلة مع الهيئة العامة التي نسبت بهم, وحتى يكون من حق اللجنة أن توقفهم عند حدهم وحتى ابعادهم اذا لزم الامر لعدم قيامهم بعملهم المتوقع منهم خلال وجودهم في الاتحادات.
اغرب ما سمعته عن العديد من الاتحادات ان هؤلاء الداعمين لا يغادرون لاي عمل للاتحادات خارج الوطن وحتى ان كان وهميا الا على نفقة الاتحاد, وينفقون مبالغ مالية كبيرة من تذاكر سفر وفنادق خمس نجوم وبدل مياومات وهو ما يكفي لتنظيم معسكر تدريبي للمنتخب باكمله, لكن ما شجع هؤلاء على العبث بالمال العام ان الهيئات العامة التي شكلت بطريقة أقرب الى التعين من قبل اللجنة الاولمبية ضعفاء وغير قادرين على الوقوف في وجه اي من الداعمين المدعومين اضافة الى عدم قيام اللجنة بدورها في الرقابة المالية بشكل دقيق, حيث تهتم الاولمبية فقط بالاجراءات الشكلية.
ومن هنا فلو قامت الاولمبية بفرض رقابة على الاتحادات وحددت مسارات الانفاق وراقبتها بشكل دقيق لوجدت ان العديد من السفريات لا معنى لها كونها لم ولن تؤتي باي ثمار أو فائدة تعود على هذا الاتحاد أو ذلك.
ان اختيار الداعمين ما زال أمر يؤرق رياضتنا, لكننا لا ننكر ان بعض الداعمين قدموا الكثير للرياضات التي تولوا ادارتها 'طبعا في سابق الازمان' وتم اخراجهم من الاتحادات بصورة مهينة ولا تتناسب مع ما قدموه, لذا فان الاعتقاد السائد عند ابناء الرياضة وأهلها بان اللجنة الاولمبية لا تسعى لاختيار الافضل القادرين على خدمة الرياضة , والسبب ربما ان البعض يريد ان يظل متشبثا بمنصبة ويخشى من دخول شخصيات قوية قادرة على احداث تغير جذري في رياضتنا حتى لا يكونوا هم جزء من هذا التغير.
عدد المشاهدات : [ 7660 ]